تداعيات وأبعاد انفجار مرفأ بيروت ضمن محاولات إعادة خلط الاورواق

تداعيات وأبعاد انفجار مرفأ بيروت ضمن محاولات إعادة خلط الاورواق

  • تداعيات وأبعاد انفجار مرفأ بيروت ضمن محاولات إعادة خلط الاورواق

افاق قبل 4 سنة

تداعيات وأبعاد انفجار مرفأ بيروت ضمن محاولات إعادة خلط الاورواق

المحامي علي ابوحبله

لبنان الذي شهد التظاهرات والاحتجاجات ضد السياسات الحكومية حيث يطالب المتظاهرين والمحتجين بالإصلاح ومحاربة الفساد وتامين متطلبات العيش الكريم للمواطن اللبناني ، جاء انفجار مرفأ بيروت ليقلب المشهد برمته ويعيد لبنان لحافة الانهيار ،  المسرح  السياسي مفتوحا على كافة الاحتمالات بعد تعالي أصوات لبنانيه محسوبة على قوى الرابع عشر من آذار للمطالبة بتشكيل لجنه دوليه للتحقيق في أسباب ومسببات الانفجار .

إعلان المحكمة الدولية إرجاء النطق بحكمها في قضية اغتيال رفيق الحريري الى 18 آب الجاري، بُرّر بما يجري في بيروت على ضوء انفجار المرفأ. لكنّ ثمة عقلاً استعراضياً يقف خلف القرار. عقل يقول إن موعد النطق بالحكم ليس مناسبة إدارية لمحكمة يفترض أنها محايدة، بل هو توقيت سياسي له مراميه البعيدة أيضاً. وإذا كانت كارثة أول من أمس قد تحولت الى الحدث الوحيد في لبنان، فإن أصحاب هذا العقل هم أنفسهم من يبثون اليوم شائعات عن أن التفجير كان مقصوداً للتغطية على النطق بالحكم. ولأن عقل هؤلاء يعمل بهذه الطريقة، قرروا الإرجاء، وكأنهم يقولون علناً: نريده حدثا جللاً. وإذا ما حصل حدثٌ قد يُضعف الاحتفال بالحكم، فسنعمل على اختيار توقيت يعيد الى الاستعراض فرصته التي يفترض أن يكون دويّها أعلى من دويّ انفجار المرفأ.

ما يخطط للبنان  والمنطقة من زمن اكبر من زلزال وفاجعة مرفأ بيروت ، لكن جاءت فاجعة بيروت لتستغل بأبشع أنواع الاستغلال ضمن محاولات إقليميه ودوليه لإخضاع لبنان ووضعه تحت الوصاية الدولية ووضع المرفأ والمطار والمنافذ البرية والبحرية تحت حماية قوات دوليه وتصريحات بعض المسئولين تحميل السلطة الحالية المسؤولية عن الانفجار  ، ومطالبات بلجنة تحقيق دولية، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى التدخل... مع ما حملته زيارة" الرئيس الفرنسي  ماكرون " من شروط لمساعدة لبنان جميعها تؤكد ان لبنان يتعرض لمؤامرة هدفها عزل لبنان عن سوريا ليرتمي بأحضان إسرائيل بعد تجريده من كل مقومات القوه التي تجعل من لبنان معادله معقده وصعبه في هذا الصراع وبالتالي إدخال لبنان للفتنه المذهبية الطائفيه  

ما عرضه ماكرون على لبنان  لا يبعد كثيرا عن ما قام به جاك شيراك قبل خمسة عشر عاما وهذه من شانه ان يعيد لبنان الى 2005 وتداعيات ما حصل عقب اغتيال رفيق الحريري ، مشكلة من يفكرون على هذا النحو أنهم يريدون تكرار التجربة من دون أن يرفّ لهم جفن. وهم يسعون الى تكرار ما فشلوا في تحقيقه من عدواني 2005 و 2006، معتقدين بأن الظروف مهيّئة لذلك، وسيكون جدول أعمالهم هو نفسه: نزع الشرعية الدولية (نفسها) عن السلطة في لبنان، والسعي الى جذب الجمهور صوب تحركات شعبية تقود الى استقالة السلطة أو إقالتها. والهدف، هنا، هو المجلس النيابي والسعي الى انتخابات مبكرة، وإيكال مهمة الإنقاذ الاقتصادي الى وصاية عربية وغربية تفرض شروطها التي تمتد من المطالب السياسية  الى ابعد من ذلك حيال  حزب الله  والعلاقة مع سوريا والشرق، وصولاً الى بناء نموذج اقتصادي لطالما دعت لتحقيقه اسرائيل بمفهوم الشرق الاوسط الجديد  

في زمن الحسابات الخاطئة، يفترض بالسياسيين اللبنانيين جميعا العمل من اجل انقاذ لبنان لا إغراق لبنان في الدماء، يجب اعادة الحسابات وفق تغير الموازين في القوى ، لقد تغيرت الموازين وما تم تمريره 2005 لا يمكن ان يمرر 2020   على الجميع أن يقدّر جيداً الوقائع والأحجام والأوزان، وأن يتعرّف جيداً إلى قدرة الخارج على التدخل أم لا .  لان الأهم ان معادلة لبنان قد تغيرت فعلا  ، وأن ما يفكر به البعض  أن «لبنانهم» الذي خلقه الاستعمار على هذه الصورة قبل مئة عام، لم يعد له وجود سوى في أغنياتهم وأناشيد الأطلال، وكل صراخ أو كلام مرتفع أو غضب على طريقة خلافات أولاد الأحياء، لن يفيد في تعديل الصورة. ولا مجال مطلقاً لإعادة فرض معادلة 2005 ، فكل شيء تغير ولبنان  اليوم اخذ الدروس والعبر من تدويل ألازمه الليبية ولن يسمح بتدويل لبنان ليعيش في حمى الصراعات ويعود للحرب الطائفيه  

 

التعليقات على خبر: تداعيات وأبعاد انفجار مرفأ بيروت ضمن محاولات إعادة خلط الاورواق

حمل التطبيق الأن